Saturday, July 11, 2009

[قلوب العاشقين:4824] من وصل وصله .. الله

سبحان الله و بحمده

عددخلقه .. ورضى نفسه .. و زنة عرشه .. ومداد كلماته

سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم

السلام عليكم و رحمة  الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحـــــــديـــــــــث

من وصل وصله .. الله

حَدَّثَنِي ‏

 ‏بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ

 ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ ‏

 ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏عَمِّي ‏ ‏سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ ‏ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ 
عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ قَالَ نَعَمْ ‏ ‏أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَهُوَ لَكِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ

‏فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

 

قَوْله : ( عَبْد اللَّه ) ‏
‏هُوَ اِبْن الْمُبَارَك , ‏
وَمُعَاوِيَة ‏
‏هُوَ اِبْن أَبِي مُزَرِّد بِضَمِّ الْمِيم وَفَتْح الزَّاي وَتَشْدِيد الرَّاء بَعْدهَا مُهْمَلَة , تَقَدَّمَ ضَبْطه وَتَسْمِيَته فِي أَوَّل الزَّكَاة , وَلِمُعَاوِيَةَ بْن أَبِي مُزَرِّد فِي هَذَا الْبَاب حَدِيث آخَر وَهُوَ ثَالِث أَحَادِيث الْبَاب مِنْ طَرِيق عَائِشَة . ‏

قَوْله : ( إِنَّ اللَّه خَلَقَ الْخَلْق حَتَّى إِذَا فَرَغَ )
‏تَقَدَّمَ تَأْوِيل فَرَغَ فِي تَفْسِير الْقِتَال , قَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْخَلْقِ جَمِيع الْمَخْلُوقَات , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِهِ الْمُكَلَّفِينَ . ‏
‏وَهَذَا الْقَوْل يَحْتَمِل أَنْ يَكُون بَعْد خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَإِبْرَازهَا فِي الْوُجُود , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون بَعْد خَلْقهَا كَتْبًا فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَلَمْ يَبْرُز بَعْد إِلَّا اللَّوْح وَالْقَلَم , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون بَعْد اِنْتِهَاء خَلْق أَرْوَاح بَنِي آدَم عِنْدَ قَوْله : ( أَلَسْت بِرَبِّكُمْ ) لَمَّا أَخْرَجَهُمْ مِنْ صُلْب آدَم عَلَيْهِ السَّلَام مِثْل الذَّرّ . ‏

قَوْله : ( قَامَتْ الرَّحِم فَقَالَتْ ) ‏
‏قَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون بِلِسَانِ الْحَال وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون بِلِسَانِ الْمَقَال قَوْلَانِ مَشْهُورَانِ , وَالثَّانِي أَرْجَح . وَعَلَى الثَّانِي فَهَلْ تَتَكَلَّم كَمَا هِيَ أَوْ بِخَلْقِ اللَّه لَهَا عِنْدَ كَلَامهَا حَيَاة وَعَقْلًا ؟ قَوْلَانِ أَيْضًا مَشْهُورَانِ , وَالْأَوَّل أَرْجَح لِصَلَاحِيَّةِ الْقُدْرَة الْعَامَّة لِذَلِكَ , وَلِمَا فِي الْأَوَّلَيْنِ مِنْ تَخْصِيص عُمُوم لَفْظ الْقُرْآن وَالْحَدِيث بِغَيْرِ دَلِيل , وَلِمَا يَلْزَم مِنْهُ مِنْ حَصْر قُدْرَة الْقَادِر الَّتِي لَا يَحْصُرهَا شَيْء . قُلْت : وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِير الْقِتَال حَمْل عِيَاض لَهُ عَلَى الْمَجَاز , وَأَنَّهُ مِنْ بَاب ضَرْب الْمَثَل , وَقَوْله أَيْضًا يَجُوز أَنْ يَكُون الَّذِي نُسِبَ إِلَيْهِ الْقَوْل مَلَكًا يَتَكَلَّم عَلَى لِسَان الرَّحِم , وَتَقَدَّمَ أَيْضًا مَا يَتَعَلَّق بِزِيَادَةٍ فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ وَجْه آخَر عَنْ مُعَاوِيَة بْن أَبِي مُزَرِّد وَهِيَ قَوْله : " فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَن " وَوَقَعَ فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ " إِنَّ الرَّحِم أَخَذَتْ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَن " وَحَكَى شَيْخنَا فِي " شَرْح التِّرْمِذِيّ " أَنَّ الْمُرَاد بِالْحُجْزَةِ هُنَا قَائِمَة الْعَرْش , وَأَيَّدَ ذَلِكَ بِمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَائِشَة " إِنَّ الرَّحِم أَخَذَتْ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِم الْعَرْش " وَتَقَدَّمَ أَيْضًا مَا يَتَعَلَّق بِقَوْلِهِ : " هَذَا مَقَام الْعَائِذ بِك مِنْ الْقَطِيعَة " فِي تَفْسِير الْقِتَال , وَوَقَعَ فِي رِوَايَة حِبَّان بْن مُوسَى عَنْ اِبْن الْمُبَارَك بِلَفْظِ " هَذَا مَكَان " بَدَلَ " مَقَام " وَهُوَ تَفْسِير الْمُرَاد أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ . ‏

‏قَوْله : ( أَصِل مَنْ وَصَلَك وَأَقْطَع مَنْ قَطَعَك ) ‏
‏فِي ثَانِي أَحَادِيث الْبَاب مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " مَنْ وَصَلَك وَصَلْته وَمَنْ قَطَعَك قَطَعْته " قَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : الْوَصْل مِنْ اللَّه كِنَايَة عَنْ عَظِيم إِحْسَانه , وَإِنَّمَا خَاطَبَ النَّاس بِمَا يَفْهَمُونَ , وَلَمَّا كَانَ أَعْظَم مَا يُعْطِيه الْمَحْبُوب لِمُحِبِّهِ الْوِصَال وَهُوَ الْقُرْب مِنْهُ وَإِسْعَافه بِمَا يُرِيد وَمُسَاعَدَته عَلَى مَا يُرْضِيه , وَكَانَتْ حَقِيقَة ذَلِكَ مُسْتَحِيلَة فِي حَقِّ اللَّه تَعَالَى , عُرِفَ أَنَّ ذَلِكَ كِنَايَة عَنْ عَظِيم إِحْسَانه لِعَبْدِهِ . قَالَ : وَكَذَا الْقَوْل فِي الْقَطْع , هُوَ كِنَايَة عَنْ حِرْمَان الْإِحْسَان . وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : وَسَوَاء قُلْنَا إِنَّهُ يَعْنِي الْقَوْل الْمَنْسُوب إِلَى الرَّحِم عَلَى سَبِيل الْمَجَاز أَوْ الْحَقِيقَة أَوْ إِنَّهُ عَلَى جِهَة التَّقْدِير وَالتَّمْثِيل كَأَنْ يَكُون الْمَعْنَى : لَوْ كَانَتْ الرَّحِم مِمَّنْ يَعْقِل وَيَتَكَلَّم لَقَالَتْ كَذَا , وَمِثْله ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآن عَلَى جَبَل لَرَأَيْته خَاشِعًا ) الْآيَة , وَفِي آخِرهَا ( وَتِلْكَ الْأَمْثَال نَضْرِبهَا لِلنَّاسِ ) فَمَقْصُود هَذَا الْكَلَام الْإِخْبَار بِتَأَكُّدِ أَمْر صِلَة الرَّحِم , وَأَنَّهُ تَعَالَى أَنْزَلَهَا مَنْزِلَة مَنْ اِسْتَجَارَ بِهِ فَأَجَارَهُ فَأَدْخَلَهُ فِي حِمَايَته , وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَجَارُ اللَّه غَيْر مَخْذُول , وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَلَّى الصُّبْح فَهُوَ فِي ذِمَّة اللَّه , وَإِنَّ مَنْ يَطْلُبهُ اللَّه بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّته يُدْرِكهُ ثُمَّ يَكُبّهُ عَلَى وَجْهه فِي النَّار " أَخْرَجَهُ مُسْلِم .

لا تنسونا من صالح دعأكم

al-malki          سبحان الله و بحمده

عددخلقه .. ورضى نفسه .. و زنة عرشه .. ومداد كلماته

سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم

السلام عليكم و رحمة  الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحـــــــديـــــــــث

من وصل وصله .. الله

حَدَّثَنِي ‏

 ‏بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ

 ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ ‏

 ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏عَمِّي ‏ ‏سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ ‏ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ 
عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ قَالَ نَعَمْ ‏ ‏أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَهُوَ لَكِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ 

فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ


                                                                  فتح الباري بشرح صحيح البخاري

 

قَوْله : ( عَبْد اللَّه ) ‏
‏هُوَ اِبْن الْمُبَارَك , ‏
وَمُعَاوِيَة ‏
‏هُوَ اِبْن أَبِي مُزَرِّد بِضَمِّ الْمِيم وَفَتْح الزَّاي وَتَشْدِيد الرَّاء بَعْدهَا مُهْمَلَة , تَقَدَّمَ ضَبْطه وَتَسْمِيَته فِي أَوَّل الزَّكَاة , وَلِمُعَاوِيَةَ بْن أَبِي مُزَرِّد فِي هَذَا الْبَاب حَدِيث آخَر وَهُوَ ثَالِث أَحَادِيث الْبَاب مِنْ طَرِيق عَائِشَة . ‏

قَوْله : ( إِنَّ اللَّه خَلَقَ الْخَلْق حَتَّى إِذَا فَرَغَ )
‏تَقَدَّمَ تَأْوِيل فَرَغَ فِي تَفْسِير الْقِتَال , قَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْخَلْقِ جَمِيع الْمَخْلُوقَات , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِهِ الْمُكَلَّفِينَ . ‏
‏وَهَذَا الْقَوْل يَحْتَمِل أَنْ يَكُون بَعْد خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَإِبْرَازهَا فِي الْوُجُود , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون بَعْد خَلْقهَا كَتْبًا فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَلَمْ يَبْرُز بَعْد إِلَّا اللَّوْح وَالْقَلَم , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون بَعْد اِنْتِهَاء خَلْق أَرْوَاح بَنِي آدَم عِنْدَ قَوْله : ( أَلَسْت بِرَبِّكُمْ ) لَمَّا أَخْرَجَهُمْ مِنْ صُلْب آدَم عَلَيْهِ السَّلَام مِثْل الذَّرّ . ‏

قَوْله : ( قَامَتْ الرَّحِم فَقَالَتْ ) ‏
‏قَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون بِلِسَانِ الْحَال وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون بِلِسَانِ الْمَقَال قَوْلَانِ مَشْهُورَانِ , وَالثَّانِي أَرْجَح . وَعَلَى الثَّانِي فَهَلْ تَتَكَلَّم كَمَا هِيَ أَوْ بِخَلْقِ اللَّه لَهَا عِنْدَ كَلَامهَا حَيَاة وَعَقْلًا ؟ قَوْلَانِ أَيْضًا مَشْهُورَانِ , وَالْأَوَّل أَرْجَح لِصَلَاحِيَّةِ الْقُدْرَة الْعَامَّة لِذَلِكَ , وَلِمَا فِي الْأَوَّلَيْنِ مِنْ تَخْصِيص عُمُوم لَفْظ الْقُرْآن وَالْحَدِيث بِغَيْرِ دَلِيل , وَلِمَا يَلْزَم مِنْهُ مِنْ حَصْر قُدْرَة الْقَادِر الَّتِي لَا يَحْصُرهَا شَيْء . قُلْت : وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِير الْقِتَال حَمْل عِيَاض لَهُ عَلَى الْمَجَاز , وَأَنَّهُ مِنْ بَاب ضَرْب الْمَثَل , وَقَوْله أَيْضًا يَجُوز أَنْ يَكُون الَّذِي نُسِبَ إِلَيْهِ الْقَوْل مَلَكًا يَتَكَلَّم عَلَى لِسَان الرَّحِم , وَتَقَدَّمَ أَيْضًا مَا يَتَعَلَّق بِزِيَادَةٍ فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ وَجْه آخَر عَنْ مُعَاوِيَة بْن أَبِي مُزَرِّد وَهِيَ قَوْله : " فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَن " وَوَقَعَ فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ " إِنَّ الرَّحِم أَخَذَتْ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَن " وَحَكَى شَيْخنَا فِي " شَرْح التِّرْمِذِيّ " أَنَّ الْمُرَاد بِالْحُجْزَةِ هُنَا قَائِمَة الْعَرْش , وَأَيَّدَ ذَلِكَ بِمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَائِشَة " إِنَّ الرَّحِم أَخَذَتْ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِم الْعَرْش " وَتَقَدَّمَ أَيْضًا مَا يَتَعَلَّق بِقَوْلِهِ : " هَذَا مَقَام الْعَائِذ بِك مِنْ الْقَطِيعَة " فِي تَفْسِير الْقِتَال , وَوَقَعَ فِي رِوَايَة حِبَّان بْن مُوسَى عَنْ اِبْن الْمُبَارَك بِلَفْظِ " هَذَا مَكَان " بَدَلَ " مَقَام " وَهُوَ تَفْسِير الْمُرَاد أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ . ‏

‏قَوْله : ( أَصِل مَنْ وَصَلَك وَأَقْطَع مَنْ قَطَعَك ) ‏
‏فِي ثَانِي أَحَادِيث الْبَاب مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " مَنْ وَصَلَك وَصَلْته وَمَنْ قَطَعَك قَطَعْته " قَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : الْوَصْل مِنْ اللَّه كِنَايَة عَنْ عَظِيم إِحْسَانه , وَإِنَّمَا خَاطَبَ النَّاس بِمَا يَفْهَمُونَ , وَلَمَّا كَانَ أَعْظَم مَا يُعْطِيه الْمَحْبُوب لِمُحِبِّهِ الْوِصَال وَهُوَ الْقُرْب مِنْهُ وَإِسْعَافه بِمَا يُرِيد وَمُسَاعَدَته عَلَى مَا يُرْضِيه , وَكَانَتْ حَقِيقَة ذَلِكَ مُسْتَحِيلَة فِي حَقِّ اللَّه تَعَالَى , عُرِفَ أَنَّ ذَلِكَ كِنَايَة عَنْ عَظِيم إِحْسَانه لِعَبْدِهِ . قَالَ : وَكَذَا الْقَوْل فِي الْقَطْع , هُوَ كِنَايَة عَنْ حِرْمَان الْإِحْسَان . وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : وَسَوَاء قُلْنَا إِنَّهُ يَعْنِي الْقَوْل الْمَنْسُوب إِلَى الرَّحِم عَلَى سَبِيل الْمَجَاز أَوْ الْحَقِيقَة أَوْ إِنَّهُ عَلَى جِهَة التَّقْدِير وَالتَّمْثِيل كَأَنْ يَكُون الْمَعْنَى : لَوْ كَانَتْ الرَّحِم مِمَّنْ يَعْقِل وَيَتَكَلَّم لَقَالَتْ كَذَا , وَمِثْله ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآن عَلَى جَبَل لَرَأَيْته خَاشِعًا ) الْآيَة , وَفِي آخِرهَا ( وَتِلْكَ الْأَمْثَال نَضْرِبهَا لِلنَّاسِ ) فَمَقْصُود هَذَا الْكَلَام الْإِخْبَار بِتَأَكُّدِ أَمْر صِلَة الرَّحِم , وَأَنَّهُ تَعَالَى أَنْزَلَهَا مَنْزِلَة مَنْ اِسْتَجَارَ بِهِ فَأَجَارَهُ فَأَدْخَلَهُ فِي حِمَايَته , وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَجَارُ اللَّه غَيْر مَخْذُول , وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَلَّى الصُّبْح فَهُوَ فِي ذِمَّة اللَّه , وَإِنَّ مَنْ يَطْلُبهُ اللَّه بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّته يُدْرِكهُ ثُمَّ يَكُبّهُ عَلَى وَجْهه فِي النَّار " أَخْرَجَهُ مُسْلِم .

لا تنسونا من صالح دعأكم

al-malki          


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة    قلوب العاشقين.
 لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى
  jarh5000@googlegroups.com
 لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة الكترونية الى
  jarh5000-unsubscribe@googlegroups.com
 لخيارات أكثر , الرجاء زيارة المجموعة على
  http://groups.google.com.sa/group/jarh5000?hl=en
-----------------------
  أثبت وجودك لا تقرأ وترحل شارك معنا ولو بأيميل واحد

لمن اراد التوقف عن استقبال ايميله من المجموعة
يرسل بريد الى jarh5000@hotmail.com
ويكتب يرجى التوقف عن ارسال رسائل البريد الإلكتروني من المجموعة.
وسيتم الغائه خلال 24 ساعة
--------------------------------
Who wants to stop receiving messages from the group
Send mail to Jarh5000@hotmail.com
.Please stop writing and sending e-mail messages from the group
Will be canceled within 24 hours
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

No comments:

Post a Comment